تربية الأطفالعلم نفس

ازدواجية التربية تفقد الطفل توازنه


ازدواجية التربية تفقد الطفل توازنه:

يعاني العديد من الأطفال من آثار الاختلاف والازدواجية في التربية القائمة على النزاع بين الآباء والأطفال، ولا يجد الكثيرون أنه من المحرج التعبير عن هذه الاختلافات أمام أطفالهم، مما يزيد المشكلة سوءً ويؤثر سلباً على الصحة النفسية للأبناء في جميع مراحل حياتهم والتي يصعب حلها في المستقبل. تسعى جميع الأسر إلى إيجاد الطرق والأساليب التربوية المتوازنة لتنشئة أطفال متوازنين نفسياً. ومع ذلك وفي كثير من الأحيان لا يجدون ضالتهم، حيث تسود الاختلافات في التربية والتعامل مع الأطفال، مما يؤدي إلى مشاكل لا رجعة فيها بين الزوجين من جهة وبين الأبناء وأحد الوالدين من جهةٍ أخرى وتؤثر بذلك سلباً على نفسيتهم.

ما هي ازدواجية التربية؟

التربية كيان متكامل يوحد المربي والطفل من خلال المقومات التربوية المناسبة بأسلوب يتناسب مع الطفل من حيث العمر والظروف البيئية والقدوة الحسنة، وأي فصل بين هذه العناصر يخلق خللاً في المسار التربوي. وأخطر هذه الطرق على الطفل من الناحية النفسية والسلوكية؛ وجود أسلوب تربوي غير متطابق من حيث المبادئ ووجود اختلاف بين ما يعلمه الآباء لأطفالهم وبين ما يُطلب منهم أثناء الحياة والمواقف اليومية، أو من خلال الاختلاف بين ما يفرضه الأبويين، وبين سلوكياتهم التي تعتبر قدوة للطفل، وهذا ما يُسمى بالانفصام التربوي، أو الازدواجية التربوية.

الأضرار النفسية للازدواجية في التربية:

تعد التربية من العمليات المهمة في تكوين شخصيّات الأبناء وتطورها، وكلما اتفق الوالدين في طرق تربيتهم لأبنائهم، انعكس ذلك بشكل إيجابيّ على حياة الأبناء وسلوكهم، وزادت ثقة الأبناء بأنفسهم وقدرتهم على التّواصل مع الآخرين

أما في حال ازدواجية التربية من قبل المربين فتؤدي الى نتائج كارثية نذكر منها:

1- فقدان القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ

لأن التربية المزدوجة تضع الطفل في حيره من أمره و تجعله غير قادر على معرفة ما هو مقبول وما هو مرفوض وما هو الصواب وما هو الخطأ.

2- دفع الطفل إلى الكذب

فيعتاد الأبناء على مخالفة الوالدين كليهما او أحدهما والكذب عليهما، وبهذا نكون قد أصبحنا أمام أشخاص مضطربين سلوكياً.

3- تنمية مشاعر العداء تجاه أحد الولدين

قد يكره الطفل الأب ويهتم بالأم، أو قد يحدث العكس إذا كان أحدهما لطيفاً والآخر قاسياً.

4- تضارب الآراء بين الوالدين

يضعف شخصية أحدهما أمام أطفالهما ويؤثر على نفسياتهم وسلوكياتهم ويرافقهم طوال العمر.

أسباب الانفصام التربوي:

ان أهم الأسباب التي تجعل المربين (الأب والأم) يختلفان حول طرق تربية الأبناء والازدواجية في التربية:

  • غياب المعايير والقيم والضوابط التي تحكم الأسرة.
  • عدم التفاهم: ويحصل عند عدم الاتفاق على المعايير التي ارتضوها في حياتهم، وافتقاد الوالدان الى التواصل والحوار بينهما.
  • غياب الاحترام: فكل طرف يكسر ويخترق القوانين والقرارات التي اتخذها الطرف الآخر.
  • خوف أحد الابوين من أن يؤدي الدلال المفرط المطبق على الأبناء في التأثير على سلوكياتهم وتربيتهم.
  • الاختلاف الكبير في مستوى الثقافة ودرجة التعليم بين الابوين: فيعكس اختلافهما في الأفكار حول تربية الأبناء،
  • اختلاف البيئة التي ينتمي إليها الابوين. كأن تكون بيئة أحدهما محافظة جداً والأخرى منفتحة.

إن الاتفاق على طرق التربية داخل الأسرة، أو بين الأسرة والمؤسسات الأخرى، والاتفاق على الأساليب المتبعة في معاملة الطفل، وتحديد القيم من حيث السلوك السيئ وتفريقه عن السلوك الجيد يحمي الطفل من ازدواجية الشخصية، ومن الصراع النفسي الذي لا ضرورة له.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى