تربية الأطفالعلم نفس

الحاجات النفسية للطفل…الحاجة إلى القبول

حاجة الطفل للقبول يُنظر إلى الطفولة على أنها مرحلة مهمة في حياة الإنسان، حيث تشغل ربع حياته تقريباً ولإحداثها تأثيرات ملحوظة على بقية حياته، سواء في سلوكه أو في سماته الشخصية.

احتياجات الطفل

كثيرون يعتقدون أن الحاجات الأساسية للطفل تقتصر على القضايا البيولوجية مثل الطعام والشراب والملبس و يفكرون فقط في اشباعها متجاهلين احتياجاتهم الاجتماعية والنفسية التي تلعب دوراً مهماً في حياة أولئك الأطفال,  وحاجتهم إلى إشباعها تعتبر ضرورية أثناء نموهم لتحقيق توازنهم النفسي والعقلي والجسمي. وتأتي الاحتياجات (النفسية الاجتماعية) في المقدمة.

الحاجة إلى القبول

إن الحاجة للقبول من الحاجات النفسية المهمة. فإحساس الطفل بالقبول تضمن له نمواً متوازناً وتربية جيدة، حيث تدفعه إلي. أولا تطوير شخصيته وتنمية ثقته بنفسه. ثانياً وتطوير مناعته تجاه الاضطرابات النفسية والسلوكية. ويفترض بنا كأهل ألا يرتبط قبول الطفل بإنجازات معينة. و علي العكس أن لا نشعره بعدم القبول إذا أخطأ فهو ابننا وإنسان يجب احترامه دائماً.

إن قبول الولد يعني تحضيره ليكون إنساناً ناجحاً في المستقبل وتمكنه من الانخراط في الحياة إنسانياً واجتماعياً بيسر وسهولة ويتعلم هو بنفسه ومنذ صغره كيف يمارس فعل التقبل تجاه الآخرين. فعندما يسود في الأسرة إحساس الاطمئنان وسلوك التقبل ينتشر الاحترام والتقدير والسكينة والمودة والرحمة. وإذا انعدم القبول بينهم ازداد الجفاء والتوتر فيما بينهم، فتزداد بذلك السلوكيات التي تعبر عن الأنانية وحب الذات على حساب سلوكيات التعاون والمحبة والإخاء. ولذلك يفترض على المربين الحرص على ما يلي:

  • الابتعاد عن السلوكيات التي تشعر الولد بعدم القبول.
  • العناية بما يمكن من إشباع حاجة القبول لدى الطفل.

وإن سلوكيات الوالدين تنعكس بشكل جلي في تصورات الطفل عن نفسه ومكانته ضمن محيطه. ويجب أن يشعر ابني بأنه مقبول لديّ ولكن الأكثر أهمية هوَ النجاح في جعله يشعر بهذا التقبل.

مسلكيات في التربية غير صحيحة تمنع شعور القبول عن الطفل:

من أهم المتطلبات والسلوكيات الضرورية التي ينبغي على المربين الالتزام بها لإشباع حاجة الطفل إلى القبول نذكر منها ما يلي:

  • لا تنتقد الطفل باستمرار.
  • عندما تطلب من الطفل شيء يفعله. الأهم من ذلك، لا تطلب أكثر مما يستطيع.
  • لا تقارن الطفل بغيره.
  • عدم الافراط في الحماية والدلال.

ستة مواقف تنمي حاجة القبول 

  1. امنح الطفل استقلاليته: بعد تجاوز السنتين يبدأ الطفل بالنمو نحو الاستقلالية ويسلك سبلاً في ذلك منها العناد بكل أشكاله السلبي والإيجابي.
  2. اعترف بكون الطفل فرداً مستقلاً بذاته: وعدم معاملة الأبناء جميعاً بنفس الطريقة والكلام نفسه وممارسة الأساليب التربوية نفسها فلكل طفل كيانه وشعوره الخاص.
  3. عبر له عن المحبة واجعله يشعر بهذا الحب والتقبل.
  4. تقبل صداقات ابنك: بناء علاقات مع أقرانه حاجة اجتماعية. ابحث له عن صحبة صالحة.
    وأظهر ارتياحك لأصدقائه وافتح بيتك لزيارتهم, وإن انتقاد الوالد لأصدقاء الطفل باستمرار دون مبررات مقنعة تسبب له الإحباط.
  5. قدم له الدعم المعنوي ويد المساعدة: عندما يقع الطفل يكون بحاجة للمساعدة على النهوض لا لمن يعنفه ويحبطه بالتعليقات السلبية.
  6. تعلم فن الاصغاء له: خصص وقتاً يومياً ولو لبضع دقائق للإنصات له، وبهذا سوف يتعلم الإبن الكثير من المهارات، ويتعلم الآباء أيضاً الكثير ويفهمان الطفل أكثر.

تبقى الطفولة الحجر الأساس في بناء أي مجتمع، والأبناء هم الثروة الحقيقية لأية أمة, فلنحسن تربيتهم ونراعي احتياجاتهم وفي مقدمتها الحاجة للقبول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى